يسعدنا تواجدكم ونتمنا لكم قظاء اجمل الاوقات

قائمه المواضيع

الذاكرة تتأثر بالمشاعر

الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010 , Posted by غـــيــر حــيــاتك at 8:17 ص








الذاكرة تتأثر بالمشاعر


* إعداد: محمود مرسي
هل تتسبّب مشاعرك المرتبطة بحوادث سلبية في طفولتك في تشويه ذكرياتك عن هذه الحوادث؟ يقول البروفيسور تشاك برينرد والبروفيسورة فاليري رينا، الباحثان في جامعة كورنيل الأمريكية: "نعم".
يؤكد الباحثان، في دراسة مشتركة دعمتها المؤسسة الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة، ونشرت في العدد الأخير من الدورية الأمريكية (Journal of Experimental Child Psy- chology) (علم النفس التجريبي للطفل) أنّ التشوهات أو صور التزييف التي تحدث في الذاكرة بفعل العاطفة أو المشاعر يمكن أن تؤثِّر مباشرة في الدعاوى القضائية، إذ إنّها تؤثِّر في القرارات التي تتخذها النيابة العامة والقضاة والمحلفون حول صديقة شهادات الأطفال.
- العاطفة أساسية للذاكرة:
يقول البروفيسور برينرد، وهو أستاذ التنمية البشرية والاستاذ المشارك بكلية القانون في جامعة كورنيلك إنّ العاطفة، في نظر القانون، أمر أساسي للذاكرة، مشيراً إلى أن "تحديد الظروف التي تتزايد فيها الذكريات الزائفة أو يمكن أن تُعاق أو يُقضى عليها، يعد مسألة ملحة". وقد وجد البروفيسور برينرد والبروفيسورة رينا، في دراستهما البحثية الأخيرة، أنّ العاطفة تشوه ذكريات الأطفال والكبار على حدٍ سواء، خصوصاً عندما تترتب على الحوادث آثار عاطفية سلبية، مثل تلك المقترنة بالجرائم.
ووجد الباحثان أيضاً أنّ الأطفال هم أقل عرضة للذكريات الكاذبة الناتجة عن حوادث سلبية، ولكن كلّما تقدم الشخص في السن أصبح أكثر عرضة لذلك.
- النظريات السابقة خاطئة:
وتؤكّد النظريات الرائدة حول الذاكرة أنّ الراشدين يتذكرون الأحداث السلبية بصورة أفضل مما يتذكرها الأطفال، وأنّ الذكريات الزائفة الناجمة عن هذه الأحداث تكون لديهم أقل مما هي لدى الأطفال. ويفترض القانون أيضاً صحة هذه النظريات. لكن المعطيات التي توصل إليها الباحثان برينرد ورينا تظهر أنّ هذه الأفكار ليست دقيقة بالضرورة.
إذ تُظهِر تجارب أُجرِيَت في مختبر الذاكرة والعلوم العصبية بجامعة كورنيل أنّ التجارب التي تثير المشاعر السلبية هي سيِّئة للغاية من حيث كونها معياراً لدقة الذكريات لدى الأطفال، وهي أسوأ – من هذه الزاوية – بالنسبة إلى البالغين. وعندما تكون للتجربة التي يعيشها المرء خصائص عاطفية سلبية تكون مستويات الذاكرة الحقيقية هي أدنى مستويات الذاكرة، بشكل عام، وأكذبها.
- تجارب ونتائج:
وقد اختبر الباحثان أطفالاً تراوح أعمارهم بين سبعة أعوام وأحد عشر عاماً، وشباباً تراوح أعمارهم بين 18 و23 عاماً، عن طريق تعريضهم لمستويات خفيفة من العاطفة بإستخدام سلسلة من قوائم الكلمات. وعلى وجه التحديد، تعرض هؤلاء لكلمات عاطفية وثيقة الصلة مثل الألم، والأنين، والبكاء، والإصابات.. وهلم جراً. ولكن، مع كل قائمة من الكلمات كانت هناك كلمات محددة ذات صلة مفقودة مثل كلمة "مُصاب Hurt".
وعندما طُلِب من المشاركين في التجارب التعرف إلى الكلمات من القائمة، تذكر هؤلاء بالخطأ كلمة مُصاب "Hurt" بوصفها واحدة من الكلمات المُدْرَجَة. هذه الأخطاء أتاحت للباحثين تحديد مستوى الذاكرة الكاذبة الناجمة عن تأثير العاطفة (emotion-induced false memory) في كل عمر.
وتقول البروفيسورة رينا: لقد سمحت لنا تجاربنا بدراسة الآثار المشوِّهة للعاطفة في ذاكرة الأطفال من زاوية أخلاقية.
وتضيف: ومن أجل تجنب المخاوف من تعريض الأطفال إلى مستويات من الكثافة العاطفية المرتبطة بالجرائم أو غيرها من الحوادث اليومية، قمنا في دراستنا بتعريض الأطفال والمراهقين والبالغين إلى مستويات معتدلة من العاطفة مقرونة بقوائم معيّنة من الكلمات.
- حفز الذكريات الزائفة:
إنّ قدرة الحوادث المثيرة للذكريات السلبية (negative- arousing events) على حفز الذكريات الزائفة، كما تقول رينا، تتزايد إلى حدٍ بعيد بين مرحلة الطفولة المبكرة ومرحلة الشباب. وتشير رينا من واقع النتائج التي أظهرتها الدراسة، إلى أنّ هذا الأمر لافت، لأنّ البداهة ومعظم نظريات النمو تتوقع أنّه إذا كانت العاطفة تشوه الذاكرة، فإنّ الأطفال – من باب أولى – هم أكثر عرضة لذلك.
- نظرية الأثر الضبابي:
وقد تنبأ برينرد ورينا بأنّ النتائج المستندة إلى دراساتهما السابقة المتعلِّقة بالذاكرة ستنطوي على ما يسمى بنظرية تتبع الأثر الضبابي (fuzzy trace theory)، التي تقول إنّ الأطفال يعتمدون بشكل أكثر على ذلك الجزء من العقل الذي يسجل ما قد حدث بالفعل، في حين يعتمد الراشدون أكثر على الجزء الآخر من العقل الذي يسجل معنى ما حدث.
ويبدو أنّ المعنى والعاطفة مرتبطان بالذاكرة بطرق لم يكن يتوقعها مُنَظِّرو الذاكرة قبل الآن.
ويقول برينرد: إنّنا بحاجة إلى التخلّص من الفكرة القديمة التي تقول إنّ التجارب السلبية والمثيرة للمشاعر السلبية هي أقل عرضة للتشويه من غيرها من أنواع الحوادث الأخرى، موضحاً: نحن في حاجة أيضاً إلى نبذ الفكرة المتصلة بهذا الموضع، والقائلة إنّ الأطفال هم أكثر عرضة لتشوه الذاكرة من جراء التجارب السلبية.
وبدلاً من ذلك، فإنّ الرسالة هي العكس: فالحوادث التي تثير ذكريات سلبية ربّما هي الأكثر تشويهاً للذاكرة، وخاصة بالنسبة إلى الراشدين.

التعليقات 0 اكتب تعليقك على الموضوع: